متى تموت المأساة؟

Sunday, March 21, 2010

سبحان مالك الزمان
سبحان الرحمن
سبحان الذي بين اليوم والآخر مغير الأحوال
ماذا أكتب عن هذه الأيام..؟
إنها ذكريات تخلف الآلام
آلالام عشناها ونعيشها
آلالام غدت لنا كالإسم والعنوان
أدون الجراح التي أنزف منها
أكتم صدى الآهات في القلب المذبوح
أتعلم لماذا أكتب إليك أيها المجهول؟
أكتب إليك وفي القلب رجاء وإيمان
بأن الكتابة ضمادة الجروح النازفة
بأن الذكرى سد لسيلان دمي المهدور
بأن السلوى نقطة ماء لغادة العمر العاكفة
بأن الوحدة عودة للماضي امتداد للبحور
ماذا يجري الآن أيها المجهول؟
هل نسوا الحب الذي نبت من الإيمان؟
فيعودوا اليوم بعد دموع وأحزان
بعد ليال مضت لم تعرف العين سهد أو اطمئنان
بعد نظرة جوابها الجفاء
بعد سفرة جوابها البقاء
أيعودوا اليوم بعد صراعات وأفكار
بعد نهار تلو نهار تحت الشمس يذوب الإنتظار
بعد بسمة جوابها العذاب
بعد وقفة جوابها العتاب

آه ... أخبروهم أنه إن غرزت في القلب شوكة نقتلعها ولا نحتار
آه ... أخبروهم عما نفعله لو كان بدل الشوكة سهم غدار
كيف إن انطلق السهم من قوس الحبيب
نقتلعه قبل تفشي السم وتولّد لهيب
فنحن ما تعلمنا أن في الحب غدر وقساوة
نحن نتعلم من الحياة أن في الحب حلاوة

أنتم بادرتم بالغضب كأننا ارتكبنا جميع الآثام
أنتم مررتم بالصمت كأننا العدو وأنتم دخلاء
أنتم هربتم بلمحة إن وقفنا وكأنها لم تكن تلك الأيام
أنتم قضيتم بالجور وهذا ليس بعدل ولا بقضاء

لماذا أيها المجهول في الحزن دائما هم البادئون؟
لما نحن لا نبدأ؟ ولماذا لا يفرحون؟
عندما حل الحزن الأول كنا نحن للصلح نسعى
لكنا بعد اليوم سنريهم من للصلح يُدعى

أنا إن كتبت كل خواطري ستجف الأقلام
إن كتبت ما يدور في الخلد وما يزكيه الإلهام
إن كتبت مذكراتي وحياتي وما أعانيه من جور الأيام
ستتوقف الطيور عن التغريد، عن الألحان
ستبكي الزهور وتحني رؤوسها وتسودّ الألوان
سيركع الحور والصنوبر والنخل تريد الإمعان
سيصمت الربيع ويعلو صفير الرياح
سيموت الفرح الكبير
ستغيب الشمس
... والأرض
وتبقى الكلمات
تجوب الفضاء
لتنتقل إلى عالم آخر
لعلها تجد هناك ما افتقدته على الأرض
من وفاء وصدق وعاطفة
فتحيا الكلمات
وتموت المأساة.

0 comments: